الجربي: الإعتناء بالعاملات في قطاع الفلاحة ليس موسميّا
أكدت رئيسة الاتحاد التونسي للمرأة راضية الجربي لموزاييك على هامش زيارة ادتها الى ولاية تطاوين ان الاعتناء بالنساء القاطنات بالوسط الريفي والعاملات في القطاع الفلاحي ليس موسميا بل هو عمل متواصل طيلة السنة، مشيرة إلى أن الاتحاد قام بافتتاح 8 مراكز تكوين للغرض خلال هذه السنة.
وأشارت الجربي الى ان الاتحاد قد اختتم يوم امس برنامجا للتمكين الاقتصادي للنساء من خلال ادماجهم في مجامع نسائية بخمس ولايات داخلية فلاحية على غرار القصرين وسيدي بوزيد.
واضافت أن رئيس مجلس نواب الشعب ابراهيم بودربالة سيشرف يوم الثلاثاء القادم على تدشين وحدة تحويل منتوجات فلاحية ووحدة تكوين لفائدة النساء القاطنات بالوسط الريفي ووحدة لتحويل مادة الثلج وذلك بالمركز النموذجي للاتحاد بولاية بن عروس بالإضافة الى تواصل العمل بالمركز على قطاع الفلاحة الايكولوجية والخضراء والاعتناء بالاحتباس الحراري وندرة المياه .
وشددت الجربي على ان الاعتناء بالنساء القاطنات بالوسط الريفي والعاملات بالقطاع الفلاحي يتطلب الاعتناء بالفلاحة والبيئة والتكوين المستمر وتوعوية " الناقل " (اصحاب وسائل النقل) في المناطق الريفية، إلى جانب الى توعية المرأة بحقوقها.
من جهة اخرى أوضحت الجربي أن للاتحاد ايضا برنامجا يخص التطور التكنولوجي يتوافق مع تصدر المرأة المراتب الاولى الدولية في العلوم والتكنولوجيا حيث سينظم الاسبوع القادم ندوة دولية حول المرأة والذكاء الاصطناعي سيتم خلالها تكريم عدد من النساء التونسيات ذوات الكفاءات العالية في هذا المجال وذلك بالشراكة مع عدد من الجمعيات الناشطة في هذا المجال.
ارتفاع منسوب العنف ضد المرأة هو نتيجة لسياسات خاطئة
وأكدت راضية الجربي ان الاتحاد اشتغل منذ سنين على برنامج المرأة الريفية لكن للاسف لم تتم عملية تقييم عمله، لذلك تواصلت مشاكل المراة الريفية التونسية منذ سنة 1960 لم تتغير بقيت هي نفسها وهي العنف والاستغلال الاقتصادي و"النظرة الدونية "والاجر الزهيد والتغطية الاجتماعية .
واضافت الجربي بان هذه المشاكل ازدادت تعقدا بحكم التطور التكنولوجي ومتطلبات العصر الجديد بوجود مبيدات واسمدة كمياوية خطيرة على صحة العاملة، علما ان العالم قد تفطن لهذه الخطورة واختار وسائل بديلة لتجنبها الا ان تونس لم تواكب ذلك .
كما اشارت الجربي إلى أنه لا يمكن معالجة هذه القضايا عند حدوث عملية قتل او حادث مرور او تزامنا مع الموسم الفلاحي ولكن يجب ان يكون ذلك ضمن استراتيجية ترتكز على اعادة النظر في قطاعات الفلاحة والتنمية والثقافة الحقوقية ومحتوى التعليم لما في ذلك من انعكاس ايجابي على وضعية المراة الريفية وايضا الرجل الريفي حتى يتمكن من النجاح وتحقيق التوازن المادي داخل الاسرة والمجتمع وتجنب ردود افعال "غير مقصودة" في بعض الأحيان من الرجل بالمناطق الريفية.
اما فيما يخص ارتفاع منسوب العنف ضد المراة خلال الفترة الاخيرة فقد اكدت الجربي انه لا يعود بالاساس الى خصام بين المراة والرجل ولكن هو يترجم القلق الكبير الموجود في المجتمع التونسي والذي دوما كانت ضحيته المراة لانها الحلقة الضعيفة.
كما اضافت الجربي ان الضغط الاقتصادي والاجتماعي وعدم توفر التوعية حول الحقوق والمواطنة يتسببان في تفكك الاسرة من خلال الاعتداء على المرأة وتتحول الاشكالية من اقتصادية بسبب عدم القدرة على تلبية حاجيات الاسرة الى اجرام وعملية قتل وطلاق وذلك في لحظات يأس وضعف .
كما شددت الحربي على ان ارتفاع منسوب العنف هو نتيجة لسياسات خاطئة فيما يتعلق بمعالجة القضايا الحقوقية داخل المجتمع التونسي والتعامل مع المراة التونسية كزوجة وليست كمواطنة.
الحبيب الشعباني